مؤشر داو جونز لقياس تغير المناخ

الصورة: ناسا
اختزال تعقيد مناخ الأرض في رقم واحد

هل تشعر بالحيرة والارتباك أمام تعدد البيانات المتعلقة بارتفاع مستوى سطح البحر وحرارة الأرض وذوبان جليد المحيط المتجمد الشمالي وتزايد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي؟ إذا كنت كذلك، فربما حان الوقت للحصول على بعض المساعدة.

Asia 728x90

فقد قامت شبكة بحوث مكونة من 10,000 عالم، تدعى “البرنامج الدولي للغلاف الأرضي والمحيط الحيوي” International Geosphere-Biosphere Programme باستخدام هذه المؤشرات الرئيسية الأربعة لوضع أول مؤشر عام لقياس تغير مناخ في العالم. ومن المتوقع أن يشكل هذا المؤشر الذي تم إطلاقه خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ المنعقد في كوبنهاغن أداة مفيدة للغاية بالنسبة لواضعي السياسات.

ويستخدم هذا المؤشر الذي سيتم تحديثه كل سنة بيانات تبدأ من عام 1980 لتوفير نظرة سنوية عن كيفية تفاعل أنظمة الأرض من جليد ومحيطات وسطح أرض وغلاف جوي مع تغير المناخ. وينطلق المؤشر من عام 1980 باتجاه الوقت الحاضر ليظهر أن حرارة الأرض تشهد ارتفاعاً، حسب سيبيل سيتزينغر، المدير التنفيذي للبرنامج الدولي للغلاف الأرضي والمحيط الحيوي.

وقد انبثق قرار تطوير هذا المؤشر عن السؤال التالي: “ماذا لو تم اختزال تعقيدات تغير مناخ الأرض في رقم واحد فقط، مثلما يقوم مؤشر داو جونز بتركيز أحجام كبيرة من البيانات في رقم واحد فقط؟ فكيف سيكون الاتجاه العام؟” وأوضحت سيبيل سيتزينغر أن هذا المؤشر لم يقم بمحو الاختلافات بين العلماء المختصين في المجال فقط ولكنه قام أيضاً بتوفير نظرة شاملة عن كيفية تجاوب كل المتغيرات مع تغير المناخ. وجاء في قولها: “كنا نشعر أن الناس خارج مجال أبحاث تغير المناخ لم يكونوا على بينة من حجم التغيرات التي يشهدها العلماء. ونحن نعتقد أن هذا المؤشر يقدم الجواب على ذلك”.

وقد قام العلماء بحساب معدل تغير كل المؤشرات سنوياً أخذاً بالاعتبار المتغيرات المناخية. والمؤشر مرفق برسم بياني يوضح تأثير تغير المناخ على كل مؤشر، حيث أصبح بالإمكان مثلاً الاستنتاج من نظرة واحدة أن مستوى مياه البحر يرتفع بأكثر من 2 ملم سنوياً.

وحسب سيتزينغر، فإن “أنظمة الأرض معقدة جداً بحيث يصبح من الصعب معرفة كيفية تفاعل أحد المتغيرات مع العوامل الأخرى في سنة معينة”. فالرسم البياني يضم ارتفاعات وانحدارات ولكن الاتجاه العام يدل على أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ومعدل حرارة الأرض ومنسوب مياه البحر في ارتفاع.

وأوضحت أن الشبكة تفكر في الأخذ بالاعتبار البيانات غير المسجلة التي تغطي مدة زمنية أطول، والذهاب إلى أبعد من البيانات المناخية المسجلة التي لا تتعدى 140 عاماً. ويمكن استقاء هذه البيانات من نواة المرجان والجليد والحلقات المحيطة بالأشجار ومن غبار الطلع وترسبات المحيطات وضفاف البحيرات وغيرها من المصادر.

وأخبرت سيتزينغر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن مؤشر تغير المناخ يشكل الخطوة الأولى فقط حيث يعتزم البرنامج الدولي للغلاف الأرضي والمحيط الحيوي إدخال المزيد من المتغيرات مثل الترسبات. وجاء في قولها: “ربما يمكننا وضع مؤشر مستقل لكل متغير من المتغيرات أو ربما حتى مؤشرات إقليمية أو خاصة بدول معينة. فنحن نقوم حالياً بالنظر في كل الخيارات وتجميع الآراء ووجهات النظر”.

ويمكن للمؤشر أن يقدم معلومات مفيدة لملء الفجوة الزمنية بين تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتي توفر الخلفيات اللازمة لكل واضعي السياسات في الوقت الحالي. وكان آخر تقرير للهيئة قد صدر عام 2007 ولن تصدر التقارير التي بعده إلا خلال عام 2014. وأشارت سيتزينغر إلى أن “البيانات منذ ذلك الحين أظهرت أن منسوب مياه البحر يرتفع بشكل أسرع من توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ”. وكانت التقارير الصادرة عن الهيئة عام 2007 قد توقعت أن يصل معدل ارتفاع منسوب مياه البحر في القرن العشرين إلى 0.17 ملم.

شاهد فيلماً عن مؤشر تغير المناخ (باللغة الإنجليزية)

jk/he – az/dvh

 

شكر خاص لدولة الإمارات العربية المتحدة للمساهمة في تمويل خدمة إيرين باللغة العربية

 

[ لا يعكس هذا التقرير بالضرورة وجهة نظر الأمم المتحدة ]