الخميس 14 مارس 2019 جريدة عمان لبنوك واستخدام تقنية “الابايو متريك”

د. عبد القادر ورسمه غالب

تحتاج البنوك لأقصى درجات الأمان والأمن في أعمالها اليومية، وخاصة،  في مجال الصيرفة الالكترونية الحديثة نسبيا في هذا القطاع القديم المتجدد. وفي هذا الخصوص، لا تتردد البنوك في بذل الغالي والنفيس من أجل توفير الاطمئنان لكافة الزبائن وكسب ودهم وثقتهم في ظل المنافسة القوية المحتدمة بكل أنواع الأسلحة التقليدية أو التقنية الحديثة. وفي خضم تطوير الأعمال المصرفية بما يرضى طموح الزبائن والمتعاملين، وفي سبيل تطوير وتحديث الاستعداد لمعارك البنوك المتواصلة في مواجهة غسل الأموال وتمويل الارهاب والاجرام الالكتروني، فإن البنوك تستخدم كل الوسائل اليدوية والتقليدية أو التقنية لتطبيق سياسة “أعرف عميلك” (كي واي سي) و”أعرف عميل عميلك” وهكذا. والتي ساعدت في لجم، ولحد كبير، هذه الجرائم الخبيثة ومن يقف خلفها.

Asia 728x90

مع تطور الوسائل التقنية للفحص والتحليل والمصادقة والتوثيق، ولتحقيق المزيد من الامان يتم استخدام التقنية في تطبيق نظام ”أعرف عميلك الالكتروني”. ويتم الآن استخدام تقنية ال “بايو مترك” أو تقنية القياسات الحيوية” المتمثلة في القياس والتحليل الإحصائي للخصائص الفيزيائية والسلوكية الفريدة للناس. ويتم استخدام هذه التقنية في مجال تحديد الهوية، كما في تطبيق نظام أعرف عميلك،  والتحكم في الوصول أو لتحديد الأفراد الذين يخضعون للمراقبة “القضائية” مثلا. وعبر التقنية، يمكن تحديد كل شخص بدقة من خلال سماته الجسدية أو الخصائص السلوكية الذاتية. وهذه التقنية، يمكن الاستفادة منها واستخدامها في المعاملات المصرفية، مثل استخدام بطاقة الصرف الآلي أو استخدام بطاقات ووسائل الدفع والسداد عن بعد أو التأكد من معرفة شخصية الزبون أو غيره.. لكشف المجرمين ومنتحلي شخصية الزبائن.

هذه التقنية الحديثة يتم استخدامها لتشمل التعرف على وجه الشخص، بصمات الأصابع، هندسة الأصابع كالحجم والموضع ، التعرف على القزحية، التعرف على الأوردة، مسح شبكية العين، القرنية، التعرف على الصوت ومطابقة الحمض النووي. وكذلك يتم استخدامها لتشمل التعرف على المميزات السلوكية والطرق الفريدة التي يتصرف بها الفرد مثل التعرف على أنماط الكتابة وخط اليد، طريقة المشي وغيرها. وبعد التأكد من هذه الصفات والمميزات أو غيرها، التي حددها الفنيون المختصون، بتم التوثيق والمصادقة الالكترونية الحديثة “بايو مترك”. والأهمية تكمن في أن كل هذا النشاط يتم الكترونيا وبدون أي تدخل يدوي مباشر من أي شخص. أي احلال الآلة التقنية مكان البشر.

 استخدام هذه المصادقة التقنية عبر التحقق من الهوية الحيوية للفرد، خصة في الامور التي تحتاج للسرية، أصبح من الأمور الشائعة جدا ويتم استخدام هذه التقنية بازدياد مضطردة في أنظمة الشركات والبنوك، الأمن العام، الإلكترونيات الاستهلاكية، تطبيقات نقاط البيع، المطارات الدولية. وبالإضافة للأمان التام، فان التحقق من الهوية “الحيوية” يعتبر ملائما وقويا وعمليا، حيث يتم التحقق مباشرة ولا توجد الحاجة لإدخال كلمات المرور (باص وورد) أو الحاجة لحمل الرموز الأمنية لأجل تذكرها. بل، ويمكن لبعض أساليب البايو متريك مثل المستخدمة في أسلوب قياس مشية الشخص، أن تعمل دون أي اتصال مباشر مع الشخص الذي يجري متابعته. وهذه تقنية آلية متطورة ويسهل استعمالها في كل الأوقات.

وللعلم فان العمل عبر هذه التقنية الحديثة، يتم عبر مراحل متعددة وكل مرحلة لها دور محدد تقوم به ثم المرحلة اللاحقة، وكل هذه المراحل يجب أن تتم بسلاسة وبسلامة وأمان تقني. وكل هذا يحتاج لتوفير الأجهزة والمعدات الحديثة الفائقة التطور، ثم تدريب المختصين للعمل فيها وتنفيذ المهام بصورة آمنة وسليمة وفق البرامج الفنية المعدة، وكذلك توفير الصيانة للمعدات ومتابعة التدريب والتطور لملاحقة التطورات وكل المستجدات.

أيضا، هناك حاجة ماسة لإعداد اللوائح والضوابط المصرفية والتقنية لتقنين هذه الأعمال واتمامها في كل المراحل وفق اللوائح والضوابط القانونية. مع الحرص علي متابعة كل التطورات المستجدة في هذا المجال التقني الحيوي وتنظيمها وتقنينها، والا توقف قطار التقدم عندنا في حين أنه يسير في الاتجاهات الأخرى دون توقف..

د. عبد القادر ورسمه غالب

ع \ د. عبد القادر ورسمه للاستشارات