جنوب السودان مستمر في مكافحة شلل الأطفال

أفادت وزارة الصحة في جنوب السودان أن البلاد لقحت أكثر من 94 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال من خلال حملات التطعيم المتكررة التي تتم عبر زيارة المنازل. وكان الجهد المبذول لإجراء حملات التلقيح واحداً من عدد قليل من قصص النجاح في مجال الصحة في البلاد منذ استقلالها قبل عام ونصف.

Asia 728x90

وبالتزامن مع أسبوع التحصين العالمي، الذي يصادف هذا الأسبوع، يقوم الآلاف من المتطوعين في مجال التلقيح بحملة لمدة أربعة أيام، في محاولة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال في البلاد والبالغ عددهم 3.3 مليون طفل للحفاظ على البلاد خالية من شلل الأطفال.

الأولوية لشلل الأطفال

وعندما خرجت البلاد من عقود من الحرب في عام 2005، كان نظامها الصحي قد دمّر تماماً. كما كان عدد المراكز الصحية التي يجري العمل فيها في المناطق الريفية قليلاً، الأمر الذي حال دون حصول معظم الأطفال على التطعيمات الروتينية ضد الأمراض الفتاكة مثل شلل الأطفال.

أما اليوم، وتماشياً مع الجهود الدولية الرامية إلى القضاء التام على المرض بحلول عام 2013، أصبح التطعيم ضد شلل الأطفال إحدى الأولويات المبكرة لهذا البلد الحديث.

وقالت غلاديس لاسو، وهي أخصائية في مجال الصحة والتغذية لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، التي تتولى تأمين التطعيمات لحملات التحصين، أن الجهد الذي يبذل في إطار زيارة المنازل أمر بالغ الأهمية لنجاح هذا البرنامج.

وأضافت لاسو: “إننا نحاول القضاء على شلل الأطفال في جنوب السودان”. وتابعت قائلةً أنه حتى ولو لم تظهر أية حالات جديدة منذ حوالى أربع سنوات، فهذا الجهد مهم “لكي يستمر الوضع على ما هو عليه.”

وتنظم وزارة الصحة فرقاً من المتطوعين أربع مرات في السنة لينتشروا في جميع أنحاء البلاد ويقوموا بتلقيح أكبر عدد ممكن من الأطفال – بمن فيهم الأطفال الذين تم تلقيحهم من قبل. فتكرار التلقيح ليس ضاراً، والتواصل الشامل أسهل من محاولة تحديد الأطفال غير المطعمين.

ويقوم المنظمون قبل كل حملة تلقيح بإطلاق حملة إعلامية تتضمن الرسائل النصية واللوحات الإعلانية والإعلانات عبر الراديو. كما يسيّرون الشاحنات مع مكبرات صوت لإطلاق الإعلانات التي تشجع الناس على إحضار أطفالهم إلى المراكز الصحية أو تحضيرهم للتلقيح عند إجراء الزيارة المنزلية.

يقوم موسى علي بولو، وهو قائد فريق في منطقة نياكورون في جوبا، بالتنسيق بين 10 فرق، تقوم بدورها بتطعيم ما مجموعه 1,000 طفل على الأقل كل يوم.

وقال بولو أن الأهالي “يستجيبون لحملات التلقيح” مضيفاً أنهم يعرفون الجهات القائمة على هذه الحملات من خلال الراديو، لذلك يحضرون إلى المراكز الصحية”.

من جهته، قال أنتوني لاكو، مدير برنامج التلقيح الموسع الذي تجريه وزارة الصحة، أن إقبال السكان كان جيداً على التلقيح – وعلى حملة شلل الأطفال على وجه الخصوص. “فقد تم الوصول إلى العديد من المناطق، لكن لا تزال هناك، بطبيعة الحال، الكثير من التحديات التي يجب تجاوزها.”

وتشمل هذه التحديات تدفق العائدين إلى جنوب السودان منذ استقلاله عام 2011، علماً أن الكثير منهم لم يتم تطعيمهم.

وأضاف لاكو أعمال العنف تجتاح مناطق في جنوب السودان – وخاصة ولاية جونقلي، في شمال شرق البلاد، ما يضع عقبات أمام القائمين على حملات التلقيح للوصول إلى جميع الأسر.

مع ذلك، يبدو أن حملة شلل الأطفال ناجحة، لاسيما وأنه لم يتم توثيق عودة لظهور المرض.

الحاجة إلى التركيز على أمراض أخرى

لكن جهود التحصين الأوسع في البلاد لم تحقق النجاح المطلوب. فقد أعطت وزارة الصحة في جنوب السودان موضوع التلقيح الأولوية القصوى في الحزمة الأساسية من الخدمات الصحية والتغذوية، والتي تمت صياغتها قبل استقلال البلاد. وشملت هذه الحزمة التطعيمات الروتينية في مرحلة الطفولة للأطفال الذين لم يبلغوا السنة من العمر، لاسيما اللقاحات ضد الدفتيريا والسعال الديكي والكزاز والسل والحصبة. وعلى الرغم من أن هذه الحزمة لا تتضمن الزيارات المنزلية لتوفير اللقاحات، لكن يتم تشجيع الأسر على زيارة المرافق الصحية الحكومية في مناطقهم، التي يفترض أن توفر مثل هذه اللقاحات.

مع ذلك، ووفقاً لمسح التغطية الذي أجراه البرنامج الوطني للتحصين الموسع لعام 2012، فإن 9 بالمائة فقط من الأطفال الذين لم يبلغوا السنة من العمر في جنوب السودان محصّنين بالكامل. ووفقاً لليونيسف، ما زال جنوب السودان من الدول التي تحتل أولوية فيما يتعلق بالتحصين ضد شلل الأطفال.

وقال لاكو أنه يفترض على جميع المرافق الصحية أن تقوم بتطعيم الأطفال، لكن “لا يتم إعطاء بعض [اللقاحات] بسبب قضايا تتعلق بإمكانية الوصول إلى هذه المرافق. وكما لا تتوفر الموارد البشرية اللازمة في بعض المرافق، لذا لا يمكن تنفيذ هذه الحملات بشكل كامل.”

مع ذلك، فقد أطلقت اليونيسف حملتين تنطويان على زيارة المنازل لمحاربة كزاز الأم والوليد في المنطقة الاستوائية الجنوبية للبلاد، حسبما ذكر لاسو. وستأتي محاولة أخرى لتتبع هذه في أغسطس.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن أكثر من نصف النساء في البلاد قد تلقين جرعتين من لقاح الكزازعلماً أن منظمة الصحة العالمية توصي بوجوب تلقي النساء جرعتين على الأقل بفارق شهر واحد بينهما خلال الحمل الأول.

وقد تضرر قطاع الصحة في البلاد بشكل خاص بسبب التقشف في الميزانية. فعند الاستقلال، كان 98 بالمائة من عائدات جنوب السودان يأتي من إنتاج النفط، ولكن في يناير 2012، أوقفت البلاد إنتاج النفط إثر خلاف مع السودان على رسوم العبور، لاسيما وأن جنوب السودان يعتمد على أنابيب السودان لتصدير نفطه. وقد تجدد الإنتاج هذا الشهر، لكن من غير المتوقع الحصول على أية إيرادات قبل أواخر يونيو كأقرب مهلة.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يأتي 5 بالمائة فقط من أصل نحو 9.5 ملايين دولار تُنفَق سنوياً على التطعيمات من الحكومة. لكن قد يتغير هذا الوضع قريباً. فخلال كلمته لافتتاح البرلمان يوم 23 أبريل، تعهد الرئيس سلفا كير بزيادات في الميزانية للقطاعات الحيوية، بما في ذلك قطاع الصحة.

ag/rz-bb/dvh

IRIN News
www.irinnews.org

المواضيع: طفولة, صحة وتغذية,
[ لا يعكس هذا التقرير بالضرورة وجهة نظر الأمم المتحدة ]