أهمية أنظمة الدفع الآلي

Asia 728x90

أهمية أنظمة الدفع الآلي

بعد الثورة التقنية العارمة وما صحبها من تطور في خدمة الهواتف الذكية والحواسيب والإنترنت بشكل عام، ظهرت تطبيقات أنظمة الدفع الإلكتروني كأحد الأمثلة البارزة على دور هذه التقنية في حياتنا اليومية. وبسبب تطبيقات هذه الأنظمة المتطورة أصبح من الممكن إرسال واستقبال الأموال بسهولة تامة بل ومباشرة بعد إنشاء حساب على أحد تطبيقات أنظمة الدفع الآلي. ويتميز الدفع الآلي بالسرعة الفائقة ولا تستغرق العملية سوى دقائق معدودة، وفي هذا راحة وكسب الوقت لجميع الأطراف.

تبدأ عملية الدفع الآلي عند قيام الزبون مثلا بزيارة موقع للتجارة الإلكترونية واختيار السلعة التي يرغب في شرائها. وبعد عرض البضاعة أو الخدمات يقوم الموقع بعرض خيارات الدفع المتاحة التي يمكن الدفع عن طريقها. وفي هذه المرحلة يقوم الزبون بادخال البيانات والمعلومات المطلوبة لاتمام عملية الشراء، ثم الموافقة لاكمال العملية. ونقول، أن من أهم الصفات المرتبطة بأنظمة الدفع الإلكتروني هو سرعة معالجتها لعمليات الدفع المختلفة. وكل العملية، كما ذكرنا، لا تستغرق دقائق بل لحظات في بعض الحالات. وبعد قيام الزبون بإكمال عملية طلب الشراء، يتم معالجة الطلب والتأكد من صحة المعلومات عن طريق بوابة أو خدمة الدفع لهذه العملية، ثم تلقائيا يتم الرد على الزبون بأن العملية تمت بنجاح وهذا يتم فقط اذا كانت المعلومات المدخلة صحيحة. أما اذا كانت المعلومات خطأ أو غير صحيحة يتم إشعاره بالتأكد من صحة المعلومات المدخلة ومعاودة المحاولة من جديد. وكل هذه الخطوات ضرورية للمصادقة على العملية وأيضا لتوفير الحماية الأمنية المطلوبة للأطراف (وللعلم، اذا تكررت المحاولات لادخال المعلومات سيتم رفض العملية تماما خوفا من احتمال سوء الاستخدام بواسطة شخص آخر). ولهذا، على الزبون التأكد من كل المعلومات الضرورية قبل بدء العملية. وعبر الخطوات أعلاه، يتم استقبال الدفعات والمال في حساب التاجر، حيث تتلقى خدمة الدفع الإلكتروني التي يتعامل معها التاجر المال عن طريق البنك الذي به حساب العميل، وتلقائيا يتم نقل المال لحساب التاجر وهذا يشكل نهاية العملية. وكل هذا في سرعة وأمان فائق عبر التقنية التي تخدم الانسان في هذا العصر.

من الناحية العملية، فان أنظمة الدفع الإلكتروني تستخدم تقنيات مختلفة ومتعددة بشكل كبير، ولهذا تختلف طرق الدفع الآلي من تقنية لآخرى. وهذا يعود لعدة أسباب من ضمنها التعقيدات الكثيرة المرتبطة بكيفية تنفيذ هذه العملية وتطبيقها بشكل فعال وعملي. وبالإضافة لهذا، نجد كثرة الأطراف والجهات المرتبطة بعملية الدفع الآلي. ولكن، وبصفة عامة، يمكننا أن نقسم طرق الدفع الآلي إلى ثلاثة أنواع.

أولها طريقة الدفع مرة واحدة من الزبون للبائع (ون تايم كستمر تو فيندر بيمنت). وهذه تعتبر أسهل وأبسط طرق الدفع الآلي، ويتم استخدامها بشكل رئيسي في مواقع التجارة الالكترونية والتجارة عن بعد. ويتم تنفيذ هذه الطريقة، عند قيام الزبون بادخال المعلومات الخاصة المتعلقة ببطاقة الائتمان أو بطاقة خدمة الدفع الالكتروني في أو ضمن موقع المتجر لشراء ما يرغب فيه، وتنتهي هذه العملية فور اتمام عملية الشراء ونقل المبلغ المحدد لحساب التاجر البائع.

وثانيها طريقة الدفع المتكرر من الزبون للبائع التاجر (ريكيرنق كستمر تو فيندر بيمنت). وفي هذه الطريقة يقوم الزبون بدفع الفاتورة أو قسط أو اشتراك دفع بشكل دوري متعدد في تواريخ متفق عليها مسبقا. وهذه الطريقة تعتبر الأكثر استخداما من قبل شركات التأمين وادارة القروض في البنوك وغيرها من مجالات الخدمات الأخرى التي تتطلب الدفع بشكل متكرر خلال فترات زمنية محددة. وهناك أيضا طريقة الدفع التلقائي من البنك الي البائع مباشرة (اتومانيك بنك تو فيندر بيمنت). و ليتم استخدام هذه الطريقة يجب على البنك أن يكون داعما لخدمة الدفع الآلي. وللقيام بالخدمة يجب تسجيل الدخول

بحساب الزبون على الموقع الرسمي بالبنك ومن ثم اضافة معلومات الدفع الخاصة بالبائع التاجر والسماح للبنك بتقديم خدمة دفعات تلقائية في خلال فترات معينة ومحددة. وفي بعض الأحيان، قد يتيح نظام البنك خيار القيام بعملية الموافقة على كل دفعة على حدة.

تعتبر أنظمة الدفع الآلي الإلكتروني من التقنيات المهمة المستخدمة عبر الإنترنت في زمننا الحاضر. مع العلم أن طريقة الدفع الآلي مرت بلحظات صعبة في بدايتها ولكنها أخذت سريعا في التطور بفضل التقنيات المستخدمة وسبل الأمان التي تم توفيرها لحماية ودعم الدفع الآلي. وأنتهت المشاكل القديمة المتعلقة بالبطء في التنفيذ وارتفاع رسوم التحويل، وبذلك أصبحت متفوقة مقارنة مع طرق التحويل التقليدية في جوانب كثيرة منها مثلا أن أنظمة الدفع الإلكتروني غير مقيدة بمكان تواجد التاجر أو الزبون وهذا يظهر بصفة خاصة في التجارة الإلكترونية. وبسبب هذه الخاصية، فان الدفع الالكتروني يساعد وبصورة مباشرة في جذب زبائن جدد وبشكل دائم من كافّة المناطق حول العالم. بل كل العالم أصبح متجرا مفتوحا لتلبية طلبات جميع الزبائن. اضافة لهذا، نجد ان طرق الدفع الالكتروني ذات فعالية كبيرة مقارنة بالطرق التقليدية، وأصبحت ذات فعالية كبيرة وتتميز بسرعتها وكفاءتها العالية في معالجة عمليات الدفع المختلفة. ولهذا وغيره من الأسباب أصبحت طرق الدفع الآلية مفضلة ويلجأ لها الكثير من الناس لسهولة الاستخدام. واليوم أصبح من الممكن القيام بعمليات الدفع الإلكتروني من خلال الحاسوب أو الهاتف الذكي في يدك. وفي بعض الحالات قد يكون كل ما عليك فعله هو المصادقة على عمليات الدفع من خلال تقنيات فتح القفل باستخدام التعرف على الوجوه أو البصمة أيضاً. وللعلم، فان شركات التقنية تتباري في هذا الخصوص وفي كل يوم نجد الجديد المفيد من المنتجات التقنية التي تساعد في تسهيل المزيد من العمليات التقنية ومنح الأمان لها، بما في ذلك تأمين عمليات الدفع الآلي. وأيضا فان دخول الكثير من شركات التقنية الكبيرة ضمن هذه المجالات التقنية المثيرة أدى لزيادة المنافسة بشكل كبير مما سهل تطبيق التقنية وهذا أدي لتقليل التكلفة والمصاريف. ونلاحظ اتجاه الكثير من شركات التقنية لتقديم ميزات جديدة أو لتخفيض رسوم التحويل لجذب الناس وفتح المجال أمامهم للمزيد من العمليات التقنية.

وكما أوضحنا، فان للدفع الإلكتروني فوائد عديدة يستفيد منها الكثير، ولكن في الكفة الأخري، هناك سلبيات عديدة كما هو الحال مع أي تقنية أو خدمة أخرى وكما نعرف وجود الخير والشر في حياتنا. وبالرغم من أن الميزات التي يقدمها الدفع الآلي واضحة وكثيرة وتطغى على السلبيات، إلا أن ذلك لا يعني أنها مثالية خالية من العيوب ولا تحتاج لتطوير وتحسين مستمر في العديد من النواحي. ومن أبرز سلبيات أنظمة الدفع الإلكتروني في الوقت الحاضر نذكر، مشكلة الأمان والأمن السيبراني الذي يهدد كل مجالات التقنية. ويصفة عامة، تعتبر أنظمة الدفع الإلكتروني آمنة الى حد كبير ولكنها ليست محصنة تماما وليست منيعة بالكامل أمام عمليات الاختراق والاحتيال التي تستهدف هذا النشاط الهام بشكل دائم لا رتباطه بالأموال والمال السائل.

وكذلك من السلبيات عدم القدرة على إخفاء الهوية والبيانات الشخصية (بيرسونال داتا). خاصة وأن معظم أنظمة الدفع الإلكتروني تطالب بالكشف الكامل عن معلومات وبيانات المستخدم بما في ذلك الاسم ومكان السكن وبعض البيانات الشخصية الأخرى الحساسة. وبالرغم من أن ذلك قد يساعد على منع بعض العمليات الإجرامية وغسل الأموال، إلا أن المستخدم سيبقى تحت رحمة خدمة الدفع التي يتعامل معها لأنها عادة ما تقوم بتسجيل جميع بياناته وعمليات الدفع التي يقوم بها، وهذه المعلومات قد يساء استخدامها لأي سبب. ويوميا هناك مئات القضايا والشكاوي في هذا الخصوص ومن ضمن القةائم نجد أسماء أكبر شركات التقنية وغيرها ذات العلاقة. أيضا من الناحية اللوجستية، نجد الحاجة للاتصال الدائم بجهاز الإنترنت لأن أنظمة الدفع الإلكتروني تعتمد على الإنترنت بشكل كامل. وبالتالي فإن أية مشاكل أو بطء في الشبكة قد يساهم في تعطيل أو تأخير عمليات الدفع، والتي بالرغم من أن هذا الوضع قد لا يعتبر مشكلة بالنسبة للبعض، إلا أن عمليات التحويل الكبيرة التي تقوم بها الشركات

ستعاني من مشكلة حقيقية في حال تعطل خدمة الدفع التي يتعاملون بها. والسرعة في الدفع هي الميزة الخاصة بأنظمة الدفع الآلي، وعدم وجدوها يهدم الغرض.

ان عمليات الدفع الآلي بدأت لتبقي وستبقي لأنها جزء من عصر التقنية وعصر السرعة، وعلينا الاستفادة منها قدر الامكان. وننبه، الى أن دورنا الشخصي كبير ومسؤوليتنا كبيرة في استمرار وأمان هذه العمليات التقنية لتحقيق الفائدة.

د. عبد القادر ورسمه غالب

المؤسس والمدير التنفيذي

شركة د. عبد القادر ورسمه للاستشارات ذ.م.م

البحرين \ دبي