هل أنت مبتكر ؟ هل أنت مبدع ؟ هذا الأسئلةتتردد كثيرا. وفي حالات كثيرة يتم استخدام كلمة “الابتكار” أو”الابداع” بصورة غير مفهومة تماما وربما تكون غير واضحة بما فيه الكفايةلفهم الجميع. كلمة الابتكار أو الابداع، بصفة عامة وفي أغلب الأحوال، تشير الي “ابتكارعمل جديد” أو “ابداع صناعة جديدة”وتكون غير معروفة من قبل بالدرجة الكافية. ان الابتكار والابداع، لا يأتي من أيشخص وانما من شخص ولحكمة ما حباه المولي (جل جلاله) بمقدرات فكرية معينة لإنتاج خاصمن بنات أفكاره. والآن، العالم يهتم بالمبتكرين والمبدعين ويدعمهم لصالح البشرية.اضافة لهذا، فان “الابتكار” و”الابداع” الناجح له قيمة معنوية وكذلك مادية لأنه يوفر عوائدمالية واستثمارية كبيرة لأصحاب هذه الأفكار وغيرهم. وبالتالي، فهناك ضرورة قصوىتستوجب توفير الحماية القانونية لهذه الأفكار والحقوق الناشئة منها والمرتبطة بها.
من الناحية القانونية، يمكن تنمية القيمة المادية والاستثمار للابتكار والابداع، وذلك عبر حماية حقوق الملكية عبر القوانين المحلية والمواثيق الدولية المجازة. ان حماية حقوق الملكية الفكرية تأخذ عدة أشكال قانونية، منها مثلا، الحماية عبر تسجيل براءات الاختراع، حقوق التأليف والنشر، العلامات التجارية والأسماء التجارية، الأسرار المهنية .. وغيره. وكل هذه الأشكال يكون لها قيم تجارية معروفة، تعود أولا لصاحبها المبتكر والمبدع.
يجب علي صاحب الابتكار والابداع معرفة ابتكاره وابداعه ومعرفة قيمة أفكاره التى أتى بها. وعليه أيضا العمل علي حمايتها وفق القانو، والا ضاعت القيمة المادية العائدة لها وانتهت بكل حسرة. ولذا يجب التوعية لمعرفة الأساسيات عن حقوق الملكية الفكرية، وكيف ؟ ومتى ينبغي أخذها في الاعتبار لحمايتها وكذلك تطويرها للمنفعة العامة. والكثير من الدول، ذهبت الميل الاضافي، وأنشأت هيئات خاصة لهذا الغرض ونجدها تجني الكثير من الفوائد نظير هذه التوجهات الجميلة.
وصاحب الابتكار والابداع مثلا، في مجال تقنية المعلومات وبرمجتها يجب عليه المبادرة والاستعانة بخبير، له المام بحقوق براءات الاختراع وحقوق التأليف والقوانين الخاصة وكل ما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية المرتبطة بشكل أساسي بتكنولوجيا البرمجيات والتقنيات الحديثة التي تحدث يوميا في هذا المجال الهام. والأمثلة العالمية كثيرة جدا وتبين مدى الفوائد التي عادت للمبتكرين والمبدعين، وأصبحوا من أصحاب الثروات بسبب برمجة أفكارهم التقنية وحمايتها وفق القانون. اضافة للفائدة التي جناها العالم من ابتكاراتهم وابداعهم، والجميع مدين لهم بالعرفان مع ىالتطلع للمزيد والمزيد من المجهول..”وما أوتيتم من العلم الا قليلا”..
ان الملكية الفكرية، الناتجة من الفكر البشري المبتكر والمبدع، غير ملموسة ولا يمكننا رؤيتها أو الإحساس بها ماديا أو لمسها أو ذوقها. ولكن، في المقابل، ومن الناحية القانونية، فان لهذه الملكية الفكرية بعض الحقوق التي يمكن أن تجعل هذه الأفكار “غير الملموسة” قابلة للامتلاك بشكل ما. وبالتالي، فإنها تضفي نوعا من الحق على من يمكنه استخدام هذه الفكرة أو الاختراع وتسجيلها وحمايتها.
عندما نفكر في الحصول على الفوائد المادية المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية لاختراع ما، لابد من التقديم للحصول على براءة الاختراع لهذا الابتكار أو الابداع. ولتحقيق هذا الأمر لا بد من اثبات أن الفكرة جديدة ومفيدة حتى تنال براءة الاختراع. وهناك الكثير من الأفكار المؤهلة لنيل هذا الحق، ولكن بكل أسف لا تجد من يقف خلفها لنيل قصب السبق.. وكما قلنا، في هذه خسائر جمة للجميع بسبب موت أو اندثار العديد من الأفكار الجميلة الخلاقة. وهنا نحتاج للجراءة والشجاعة والعزيمة من صاحب الأفكار. ولذا نقول، من المهم جدا أن تكون أنت أول من يحرص علي التقدم للحصول على “براءة اختراعك”، وهذا لا يعني أن تقدم لها فور تكوين الفكرة في ذهنك، ولكن عليك تقديم طلب الحصول براءة الاختراع عندما تصل لمرحلة الفهم الكامل لفكرتك وبعد معرفة كل التفاصيل بشكل كاف.
وبشكل أساسي، يجوز للمبتكر والمبدع، الاستفادة من العديد من الأشكال القانونية ونذكر منها، الحصول علي براءة الاختراع أو “شهادة المنفعة” وهذه هي الأكثر شيوعا ونلاحظها كثيرا، والحمد لله. أو الحصول علي براءة التصميم وهي تغطي الشكل الزخرفي أو الجمالي للواجهة، وتشمل النواحي الجمالية لأي تصميم. مع العلم أن الكثير من الاختراعات تقع تحت براءات الاختراع والتصميم معا. أو الاستفادة من السر المهني وهو أي شيء يتم إبقاؤه سرا لما له من ميزة تجارية خاصة جدا. والأمثلة الشهيرة نجدها في وصفات المشروبات الغازية “كوكا كولا وبيبسي كولا وغيرهم” ووصفات طبخ الأكلات السريعة “همبرجر وكنتكي فرايد جكن وبيتزا هت وغيرهم”. أو تسجيل العلامات والأسماء التجارية وهي تحمي الأسماء التجارية أو شعارات العلامات التجارية “اللوقو” أو أي شيء يميز هذه العلامة. أو تسجيل حقوق النشر والتأليف وهي تحمي الأعمال الفنية والأدبية والموسيقية وغيرها. وكل هذه الأشكال القانونية الحمائية تسندها القوانين المحلية ذات الصلة والاتفاقيات والمواثيق الدولية الصادرة من منظمة “وايبو” وغيرها من المنظمات الدولية التي يقع يصتف خلف لوائها كل دول العالم.
وهكذا، كما نلاحظ، فهناك “نفرة” محلية و”نزعة” عاليمة لحماية الابتكار والابداع مع العمل الجاد علي برمجتها حتي يستفيد منها صاحب العقل الخاص “المتوهج”، وكذلك حتي تري النور لتستفيد منها البشرية جمعاء. وفكر الابتكار والابداع البشري، نعمة من الله، ويجب أن ينتشر ليملأ ويضيء كل طرقات العالم ويكون حافزا قويا للجميع.. ولنحافظ علي هذا الفكر لنزيد لنجعل العالم أكثر تألقا وابداعا..
د. عبد القادر ورسمه غالب
ع \ د. عبد القادر ورسمه للاستشارات